استميح القراء والقارئات عذرا فى اختيار هذا العنوان الجارح للشعور و المصادم ما ينطوى عليه من دلالة, للذوق السليم والفطرة السوية. والحق أنه أشق على مثلى ممن فقدوا الأبوين باكرا فى حياتهم حيث أنهم
تتحدث نظرية زحزحة القارات عن عالم ضجر تتباعد الأسفار بين أجزائه كل يوم فأمريكا الجنوبية كانت وإفريقيا رتقاً انفتق. والبحر الأحمر الذي يفصل اليوم بين إفريقيا وآسيا لم يكن شيئاً مذكوراً قبل تصدع
وحال الحول كاملا على أصحابنا وهم يحلقون بأجنحة الخيال فى فضاءات النساء والعيون السود وألوان العسجد والليمون والبرتقال والمانجو أيضا! كيف لا و تلك الوان أقواس قزح المحببة جميعا لأهل السودان ( من
قلنا فى ما مضى ان الفتية أصحابنا قد انتقلوا مجددا الى ركن قصى آخر من أركان تلك المدينة الكبيرة التى كانت تكبر وتتسع فى كل اتجاه بلا حساب شأنها شأن كافة المدن التى يهبط عليها الثراء بغتة دون
قلنا فى البدء ان( أرصد) كان دنقلاويا يتدفق نبلا. والحق أن فى الدناقلة دماثة خلق ولين عريكة وهم يألفون ويؤلفون. ودنقلا أو (ضنقلا) بلدة رغم أن اسمها مشتق من قبيلة الدناقلة النوبية أو ربما نسبوا هم
لم تلبث الغربة التى كانت بادىء ذى بدء مخرجا وحيدا للكثيرين من بطش السياسة وملاذا آمنا من ويلاتها أن أصبحت اختيارا تزاحم على حوضه الأولوف طواعة. بعضهم رغبا فى عيش كريم وهروبا من حال بئيس أصبح
تركنا فى المرة الفائتة أولئك الفتية سارية , اصيفر , المهندس أمين وعرضى الذى انضم اليهم مؤخرا يكابدون الصعاب من أجل الحفاظ على البيت البائس الذى اهتدوا اليه عبر المشقات والحيل فى ركن قصى من أركان
حلوا بالمدينة الساحلية الكبيرة فى الخليج تماما مثلماحل آباؤهم من قبل بالخرطوم مثل دود الأرض من كل حدب وصوب, سحنات تتفاوت بين السمرة الداكنة والسواد الفاحم وملامح من كل الأعراق والأصقاع. حل آباؤهم
تطلق العرب على الصحراء كلمة “مفازة ” وتجمع على مفاوز. والمفازة من الفوز والظفر وهى نقيض ما يرجى من الصحراء اذ أنها مظنة الهلكة لمن نفد زاده وماؤه هذا ان لم تنله سباعها ووحوشها الضارية
وما نعنى بالأهرام الا أهراماتنا الجميلة فى مروى القديمة عند قرية البجراوية فى ولاية نهر النيل وتلك الصامدة عند سفح الجبل فى البركل فى مروى الحديثة ذلكم الجبل الذى يبدوكصخرة عظيمة سقطت من السماء
براين ويليامز من نجوم الصحافة التلفزيونية الأمريكية خلف أفذاذا فى شبكة ” ان. بى. سى.”الأمريكية صنعوا تأريخ التلفزة الاخبارية هم( برونكايت),( دان رازر) ثم( توم بروكو) صاحب الحنجرة