أورد فى هذا البحث ما أخذته عاميتنا من الفصحى ليس بالطبع بغرض التأكيد على صحتها أو على نسبتها الى الفصحى لأن مفردات عاميتنا
وعاميات العرب أجمعين مأخوذة بدرجات تتفاوت صعودا أو هبوطا حسب عوامل عديدة من اللغة الفصحى الأم والا ما اعتبرت هذه العاميات لهجات عربية وغرضى من ذلك اشراك القراء فى حيرتى: كيف اقتبسنا نحن على هذا النحو بينما اقتبس أو اشتق غيرنا خلاف ذلك. وأود الاشارة الى أننى وفى سياق هذا البحث قدرت أن معاهد الدراسات العربية والشرقية فى الجامعات الغربية قد أصابت عندما اعتبرت العامية السودانية صنوة العاميات العربية أخرى وليست لغة هجينة وضيعة الرتبة عند مقارنتها برصيفاتها العربيات بأية حال كما يحلو لبعض مثقفينا الزعم بل على العكس من ذلك وجدت أنها لهجة موغلة فى البداوة يغلب على مفرداتها نفس الأبالة (رعاة الابل) تقل فيها الفاظ التبجيل وتذويق الخطاب , أبقت على خصائصها الخشنة فى ما ألفته فى بيئاتها الأصلية واستوعبت ودجنت من لهجات البجا والنوبة والنوبيين الكثير دون أن تفقد شيئا ذا بال من خصائصها وتراكيبها شأنها فى ذلك شأن لهجات العرب مع لهجات البربروالترك وأهل فارس فى كافة التخوم العربية.” من مقدمة الكتاب.