والسمر أحاديث المؤانسة في الليل. وأسمار هي صيغة الجمع من ذاك. وتطلق على كل الحكايات في المؤانسة تكون بالليل أو النهار رغم ان من معان السمر، الليل نفسه وظلمة الليل. وهذا الحديث الذي نرجو أن يطول يقع في باب السمر والأسمار لذلك فهو يجئ هكذا اتفاقاً عفو الخاطر فإذا جاء ذكر الليل أبحرنا في سكونه الموحى الخلاق للرؤى والأفكار نستجلي خفايا دياجيه وكيف فعلت الأفاعيل بالعاشقين في الظلمة الحالكة فيه أو كيف تسامت أرواح المتصوفة والعباد المتبتلين. وإذا ساقنا الحديث إلى الأنهار الجاريات انصرف الذهن إلى النيل الحبيب فكل نهر سواه لا يدانيه عندنا رفعة وسموا كيف لا وقد قال شاعرنا إنه سليل الفراديس! نعم، إذا جئنا على ذكره في هذه المؤانسة، طفنا بشواطئه المخضرة البهية وتملينا جماله دونه لا يروقنا حسن. والنيل في لغات الهند يعني الزرقة فكيف انتهي الاسم إلينا؟ وكانت هناك النيلة وهي صبغ أزرق اللون يطلي به قماش زهيد الثمن اتخذته نسوة السودان ثوبا تلفحن به زمانا ثم باخ عندهن فتركنه. قال المغني يصف جمال صاحبته:
الزراق فوقا تقول حرير.
فكأنما يزدان الثوب البخس الثمن بالمحبوبة الجميلة
لا أن يضفي هيو عليها الجمال والأناقة . ويقال لتوب الزراق أيضا الطِرقة. قال شاعر الدوبيت:
ستاتي العزاز أمات كليمتن سر
يا اللابسات حرير وما تلفحن بي طرقة!
قال جميل بن معمر يرفع قدر نساء قبيلته أو صويحبات معشوقته جميلة:
إذا حميت شمس النهار اتقينها بأكسية الديباج والخز ذي الخمل!
علق أستاذنا سيد طه رحمه الله ساخرا: ما تصدقوش يا أولاد.. دول بدو ما يعرفوش خز ولا خمل ولا يحزنون! شملة ممكن، أو برش مثلا؟! لله دره كان من أساطين السخرية الحارقة والقاتلة معاً!
مثل هذا الاستطراد ساقنا إليه ذكر النيل وقد نعود بعده أدراجنا حيث بدأنا. فامنحونا معاشر القراء والقارئات بارك الله فيكم، هذه الفسحة فى الكتابة بقيود أقل وجهد أيسر و أخف لا يعتصر الكثير من رحيق أعصابنا وخلايا أدمغتنا وأغلب الظن أن التالف منها أكثر مما تبقى لرحلة الحياة التي نرجو أن يكون ختامها مسكاً وعنبراً ورضا. غيّرنا الدهر والدهر ذو غِيّر! تلك عبارة تفوهت بها شيخة رجلة وقد حاول معاوية الشماتة بها حيث كانت فى صف علىّ فى صفين وقد خَلُص الأمر إليه بعد وفاة السبط الحسن قائلاً: غيّرك الدهر! قالت: والدهر ذو غُير. وبعد سجال أودعته ما اشتهت من غمزه ولمزه والتعريض به وببنى أمية بما أغاظه، استعان بالحلم والدهاء الذي عرف به لكظمه فأمر لها بمائة ناقة. قال: أو لوكان ابن أبى طالب حيّا أترينه كان يعطيك مثلها؟ فلم تلن للمرأة قناة ولم تفعل النوق المائة فى عقيدتها الراسخة فى أحقية علىّ بالخلافة شيئاً فأطلقت من فيها سهماً حارقاً: لا والله ولا وبرة من مال المسلمين!
وعندما يصدح الشاعر الفنان عبد الكريم الكابلى فى شأن السمر والسمار برائعة على محمود طه المهندس فى الجندول:
اين عشاقك سُمار الليالى….
تتزاحم الأخيلة فى ذهنك فترى بعين الخيال أولئك السمار فى كل مكان عرفته يتسامرون تارة على القيزان فى الشمال والقمر ينشر أشعة الضياء الفضية على النيل والنخيل والدور ويحمل إليك الصدى من بعيد “زغاريد سمحة كاتبين لى كتابا” أو قبالة أبروف فى بقعة الإمام علي شواطيء النهر العظيم أو ربما على شاطئ الأزرق الدفاق على أرائك جنينة “كعاكاتى” فى مدينة الشيخ السني وقد أضنى السمار طول النضال. ” مالو أضناه النضال بدني ؟!”
ومع ذلك فتلك قمة الجمال التي عناها الشاعر في الليل في تلك المدينة المتفردة الساحرة فينيسيا أو البندقية يم أن كانت المدن دولاً:
وسري الجندول في جوف القنال!
وأحسن الكابلي أن صور الكابلي تلك النشوي بآهات حري!
والكابلي يتألق أكثر في ظني عندما يتغني بأشعاره، يذيب في ثناياها روحه. تأمل تسفاره الحالم في زمان الناس:
تسامر في الغيوم أشكال روائع تذهل المثال.
وينزلق الذهن في دنيوات الخيال إلي شخوص وأعيان:
شي سيرة زفة بي طبال وعروسة في جبينا هلال
مواكب فرحة من أطفال يحاكوا السمحة ست الخال
قال زميلنا السفير الدكتور الشاعر عمر عبد الماجد مرة لاحدي الصحف في وصف الكابلي “إنه يبعثر الدواخل!” وعندي أنه يفعل أكثر من ذلك : إنه يطير بك علي أجنحة الشوق إلي عوالم تعيش في كنف الجمال والكمال والإخاء الإنساني. عوالم نتمناها ونشتاق إليها لا وجود لها في الواقع الصلد الثخين! عوالم كأن أروحنا في الأزل قد غشيتها وطافت بأرجائها.
كنا إذا أسلمنا أجسادنا المنهكة ليلاً إلى الأسرة في أفنية الدور مستلقين على ظهورنا، شرع الكبارفي قصص النجوم التي تتلألأ بالضياء عند اختفاء القمر: ذاك (العنقريب) وتلكم (بنات نعش) يحملن نعش الأب الذي قضي وهناك الثريا. أما الزهرة فإنها محمرة تبشر بطلوع الشمس يسمونها نجمة الصباح. كان ينصرف خيالنا الغض بفعل تلكم القصص والأحاجي في وصف النجوم، بعيدا فنخال تلك النجيمة تشبه الحسناء فاطمة وتلك أكثر شبها بسكينة وهكذا! قال لنا حسن العربي الهواري انه لا يتوه في الصحراء ابداً طالما ترصعت السماء بالنجوم فهي أنيسته ودليله إلي حيث يريد!
إيه…إيه…ما بال هذه الروح القلقة لا تستقر على حال ولا يكاد يحويها مجال!
وللأديب المصرى محمود محمد شاكر كتاب رصين اللغة عنوانه ” أباطيل وأسمار” يعيبه قسوة وفظاظة خرجت به شيئاً ما، من دائرة النقد الموضوعى لطروحات الدكتور لويس عوض.وقد ذكر لى فضلاء عاصروه – أعنى محمود محمد شاكر- فى القاهرة ستينيات القرن المنصرم بأنه رحمه الله كان حاد الطبع، سريع الانفعال كثير الخصومات مع عدد من أدباء زمانه منهم طه حسين وكان قد اتهمه بسرقة محتويات كتابه ( المتنبئ ) ولطه حسين كتاب مشهور عن المتنبئ بعنوان (مع المتنبئ) وكان مقررا في النقد لطلاب الشهادة السودانية ستينيات القرن المنصرم . وعندما قبلنا بثانوية مدني الحكومية عام ١٩٦٦ كان أستاذ النويري يشرح لطلاب السنة الرابعة النهائية عبر راديو المدرسة معلقة امرئ القيس ولعله كان يشرح كذلك بعض كتاب طه حسين (مع المتنبئ) ذلك قبل بداية الدروس. وقد قسا طه حسين علي المتنبيء قسوة تجاوز فيها الحد. وأزعم أن ذلك مما حدا بعبد الله الطيب كتابة كتابه الرائع ” مع أبي الطيب” استدراكا على شيخه طه حسين رغم محبته له. وممن أدركنا من طلاب السنة النهائية عند دخولنا الدكتورمنير يوسف النور والخاتم عدلان و الدكتورعصام البوشي والفريق الدكتور علي فرح إن صدقت الذاكرة.
ولمحمود شاكر كتاب حسن بعنوان ” رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ” كان في الأصل جزءا من مقدمة كتاب ” المتنبي ” طبعته دار الهلال كتابا مستقلا. لعظيم ما حواه من معرفة بكيف طمس المستعمر ثقافتنا مستبدلا لها بقشور ثقافة غربية لم تغني عني غناء لا في الرقي المادي ولا السمو في الآداب وعلوم الإنسان وقد مضي عليها قرن كامل من الزمان. والمفارقة أن للرجلين، محمود محمد شاكر وخصمه لويس عوض، صلة بالسودان. فالأستاذ محمود شاكر هو نجل القاضى محمد شاكر الذى عمل قاضيا للقضاة فى السودان كما ذكر البروفسور عبد الله الطيب ولعله ذكر أيضا، أنه درّس فى كلية غردون . وربما كان ذلك سبباً في إيمان راسخ لديه بوحدة وادي النيل خلت من روح الاستعلاء عبر عنها في مقالة له كتبها والسودان يتأهب للاستقلال. حمل بريطانيا جريرة الايقاع بين البلدين. وسفه حجة الساسة المصريين الذين رغبوا في إبقاء السودان جزءاً من مصر فقط لأنها أنفقت عليه بالقول:” ينبغي اذن أن ننفي من احتجاجنا كل شيء يسمي نفقات أنفقت في السودان، فإن كل ذلك هو حق السودان الذي إذا قصرنا في أدائه وجب عليه أن يطالبنا به بالكلام أو السيف أو بكليهما.” ثم يستطرد ” فلا بد إذن أن توضع هذه الحجج في زوايا الإهمال وأن ينظر الساسة إلي الحق الطبيعي الذي يجب لمصر علي السودان والذي يجب للسودان علي مصر، وأنا أقدم فأقول إن حق السودان علي مصر هو الأصل. وهو الحق الأعظم وهو الحق الذي لا يمكن لمصر مهما بلغت من قوة ومجد وحضارة أن تتنصل منه أو تتبرأ فإذا فعلت فذاك هلاكها وضياعها.” وقد تعرض الرجل للسجن علي يد عبد الناصر رغم أنه لم يكن منتمياً لأي هيئة أو جماعة. وان صحت محتويات الذاكرة يكون قد أفرج عنه بوساطة من المرحوم محمد أحمد المحجوب رئيس وزراء السودان الأسبق. والرجل رحمه الله لم يستنكف من البوح بأنه تعرف علي المتنبي وأحبه حيث سمع عنه لدي الطلاب السودانيين في رواق السنارية (نسبة إلي دولة سنار)في الأزهر الشريف يحيطون بشيخهم العالم السوداني محمد نور الحسن وكيل الأزهر الشريف الذي كاد أن يصبح شيخاً للأزهر, تلك الصلة التي رسمت خارطة حياته بقية عمره فترك الجامعة وترك مصر برمتها علي حبها لها سنين عددا مغترباً في جزيرة العرب.(تجد لقاء الأستاذ محمود محمد شاكر مع إذاعة الكويت في اليوتيوب).
أما الدكتور لويس عوض فقد تخلق فى رحم أمه فى الخرطوم حيث عمل والده فى خدمة الحكومة عشرين عاماً من 1902 إلى 1922 وعلى عادة الناس فى مصر والسودان أرسل أبوه أمه لتلده فى مسقط رأسهما، قرية شارونة فى صعيد مصر نواحى أسيوط حيث ولد ليلة 20/ 21 ديسمبر 1911 لكنه قيد فى سجل المواليد فى 5 يناير 1912 كما ذكر فى كتابه” أوراق العمر: سنوات التكوين” لأن أباه تأخر فى تزويد السلطات باسمه، أى اسم المولود. يقول إنه غادر مع أسرته مدينة الخرطوم بحري نهائياً بعد استقالة أبيه وهو فى الخامسة من العمر. وفى كتابه إعترافات صريحة تشابه تلك التى فى مذكرات بابكر بدري. وقرية شارونة أنجبت أيضاً القاص الأديب يوسف الشارونى وأستاذ الفلسفة، أستاذنا الدكتور حبيب الشارونى. قال الدكتور لويس عوض إنه كان من غلاة الدعاة لوحدة وادى النيل وإنه قد ساءته معاملة الرئيس عبد الناصر للواء محمد نجيب رمز الوحدة بين الشعبين لأنه يحمل كما قال دماء مختلطة مصرية وسودانية. و ما ذكره اللواء محمد نجيب رحمه الله فى مذكراته يشير بوضوح إلى ذلك دون تصريح. فقد ذكر أن اباه ذهب إلى أم درمان على صهوة جواد ليخطب أمه كريمة أوشقيقة صديق له فردت عليه أمها بعنف بأنه ما هكذا تخطب النساء عندنا فلتذهب لأوليائها أولاً فذهب إليهم وتم له ما أراد . قال إنه تأسف لتصويت السودانيين فى الاستفتاء على الاستقلال التام فى عام 1955 والصحيح أن الاستفتاء لم يحدث حسب الاتفاقية وإنما اتفقت الأحزاب الممثلة فى البرلمان على إعلان الاستقلال من داخل البرلمان وهوما تم فى 19ديسمبر 1955. قال كيف يسعى عبد الناصر للوحدة مع الشامى فى سوريا ومع المغربى وعلى مرمى حجر يقع السودان؟ والشامى والمغربى مأخوذة من مثل مصرى يستغرب الجمع بين النقائض. يقولون “إيه لمّ الشامى مع المغربى؟” أو قل يستنكرون أن تعمل من الفسيخ شربات! والتأريخ والحضارة جمعا لقرون طويلة الشامي بالمغربي والمرتجى أن يجمع الله الشتات بعد التفرق. وعندما زارنا ونحن تلاميذ فى أميرية ود مدنى الوسطى الفريق على على عامر قائد القوات العربية الموحدة لأنه كان قد درس فيها علمنا أن اللواء محمد نجيب قد درس فيها وكذلك الزعيم اسماعيل الأزهرى والرئيس نميرى والدكتور حسن الترابى وفقاً لرواية نميرى. وممن جمعتهم صلات بالسودان شاعر النيل حافظ إبراهيم الذي ولد في مدينة شندي حيث كان والده يعمل ومن أولئك الممثل كمال الشناوي وقد درس علي يديه فيما قرأت الاتحادي المعروف محمد زيادة حمور وآخر لا يحضرني اسمه في مدينة أسوان.
والنهار الذي جعله الله مبصراً للكدح والكد في سبيل العيش يعقبه الليل المظلم للنوم حتى تستجمع الأجساد المنهكة نشاطها في الغد الباكر. رغم ذلك فالكري يعاف جفون العشاق: ألم يقل أبو الطيب:
جهد الصبابة أن تكون كما أري عين مسهدة وقلب يخفق!
وأهل العشق الصوفي لا ينامون كذلك. قال المادح:
بعد الليل ما جن ناس ليلي جن! وقال آخر يحث نفسه على السهر:
لالوبة وين جلساك النوم لومني معاكي!
والتقي العشق الصوفي بعشق الصبابة في قصة الشيخ البدوي وكروان السودان كرومة في أغنية أبوصلاح:
يا ليل أبقالي شاهد
علي نار شوقي وجنوني
قالوا استدعي الشيخ الجليل المغني كرومة وطلب منه أداء الأغنية ولما فرغ من الغناء علق الشيخ: كل يغني على ليلاه!
وجميل غناء أسامة الشيخ لليل:
في باحة الليل الجميل يا سيد حروفنا المؤنسة
نغزل خيوط ضي النجوم والقمرة ضاحكة تونسا
ويطربني كثيرا حداء الكاشف:
الليل…الليل أنا ما بنومو أنا حارس نجومو!
وهناك سهد سببه الخوف. قال أبو الطيب يمدح سيف الدولة بأنه يرعي أعراف العرب في حماية السفراء فهم في مأمن عنده بينما ترتعد فرائص من أرسلوهم إليه من الملوك والأباطرة والأمراء:
تنام لديك الرسل أمنا وغبطة وأجفان رب الرسل ليس تنام!
الممثل الأمريكي القدير والذى نال جائزة الأوسكار، وهى أرفع جوائز السينما، كأحسن ممثل من الرجال هذا العام 2014,(ماثيو ماكناقهى) عن الفيلم ” دالاس بايرز كلوب” أنحنى طرباً وهو يتسلم الجائزة وشكر الله أولاً قائلاً إنه هو تعالى الذى منحه الجائزة السنية أو النجاح الذى أفضى به إليها. ثم وسع من دائرة الشكر لأمه الطاعنة فى السن والتى تكبدت مشاق المجئ إلى ذلك المكان المكتظ يومها بالمشاهير من أهل الفنون قاطبة ثم شكر زوجته البرازيلية الأصل وطفليه ولم ينس أن يذكر أباه فى قبره بالخير كالمترحم عليه قائلاً انه لا يشك فى أنه قد سعد بتلك الجائزة فخراً بنجله المتألق. وله عدة أفلام ناجحة أخري جديرة بالمشاهدة. وماثيو ماكناقهى من جيل متميز من الممثلين برزوا فى ثمانينيات القرن المنصرم منهم (مات دامون) و(ليوناردو دى كابريو) بطل (تايتانيك)و(إيثان هوك) و(كوبا غودينق الصغير). وقد سبقهم بقليل جيل (توم كروز) و (جوليا روبرت).
وماثيو من تكساس وقد قال الذى نقلناه بلكنة تكساس وهى لكنة تميز جنوب الولايات المتحدة تعرف بلكنة الجنوب تجدها عند الرئيس الأسبق ليندون جونسون وبيل كلينتون وجورج دبليو بوش. ومن الممثلات تجدها عند جوليا روبرت وقد ذكروا أن جهداً كبيراً قد بذل معها لإزالة تلك اللهجة عند التمثيل على الأقل.
قلنا إن الممثل ماثيو ماكنوقهى شكر الله أولاً عند استلام جائزة أفضل ممثل رجل في جوائز الأوسكار السنية هذا العام 2014وحيا أمه وطفليه ولم ينس أباه فى قبره. ومثل هذه الأريحية فى الثناء على الله والوالدين والزوجة والأبناء لا زالت من حميد ما يحفل به المجتمع الأمريكى رغم ترويج الإعلام للمثليين ومظاهر تفلت حقيقية أيضاً شبيهة بما حدث فى الستينيات وما عرف آنئذٍ بثورة الشباب. ومن أحشائها خرجت ثورة الجنس وجماعات الهيب والرفض ثم ما لبث المجتمع أن انقلب محافظاً بوتيرة لم تحدث من قبل حملت رولاند ريقان رئيساً متوجاً يحمل رمزية الكاوبوى بكل أبعادها فى القوة التى لا تقهر وفى بداوة قريبة من عرين التقاليد القديمة التي ظن الناس أنها قد ذهبت مع ثورة الشباب إلى غير رجعة.
ويتواصل هذا الحديث إن شاء الله.