مقتطف من كتاب الحملة علي دنقلا وسنار:
كتاب الحملة علي دنقلا وسنار من تأليف الأمريكي (جورج .ب. إنقليش١٧٨٧ – ١٨٢٨) الذي جاء في معية حملة إسماعيل باشا علي السودان عام ١٨٢٠ كضابط مدفعية بتزكية من القنصل البريطاني في القاهرة (هنري صولت)لدي الباشا. وقد قام بترجمته الي العربية الأستاذ عبد الله حميدة الأمين الكاتب والمترجم المعروف والذي سبق له أن ترجم كتاب “هجرة النوبيين” للإداري السوداني الأستاذ حسن دفع الله من الانقليزية.
وسأورد هنا مقتطفات واشارات محدودة من الكتاب ريثما تسنح فرصة لاستعراضه بالكامل فالكتاب وثيقة وصفية هامة لكل المنطقة الممتدة من الحدود المصرية وحتى سنار بعين أمريكية، مترجم بلغة سلسة سائغة ومشوقة.
أول ما استوقفني إشارة المؤلف لأصل محمد علي باشا والذي شاع في أدبياتنا أنه ألباني الأصل (أرناؤوط).
” ولد محمد علي باشا الوالي الحالي لمصر لوالديين تركيين في ( بوتروكفاللو) قرب (سالونيك) بمقدونيا.” والسيد انقليش متعلم تخرج في جامعة هارفارد في القانون لكنه لم يتخذه مهنة كما جاء في افادة المترجم لذلك تجد في مدوناته عن الرحلة عناية بالآثار واعجابا بها. يقول:
” إن هذه البلاد التي تنتسب إلي كوش وسبأ والتي روعتها مخيمات العثمانيين، قد استرجعت في أذهاننا صور القوة والعظمة التي اتصف بها سادتها القدماء. كما أن آثار المدن (التي كانت يوما ما تعج بالسكان) والمعابد الخربة ذات الماضي المهيب والتماثيل الهائلة (المطروحة أرضا بفعل الزمان والواقع والتي كان الناس يعبدون وما يزيد عن مائة من الأهرامات التي ضمت في جوفها أجساد ملوك وغزاة عظام أصبحوا نسياً منسيا. ويرد في الحاشية ما يلي: يحتفي التأريخ القديم بعراقة وحكمة وعلوم الأثيوبيين الصامدين)
(واثيوبيا هو اسم السودان القديم) الذين كانت تقيم معهم الآلهة (طبقا لأساطير هوميروس الولائم. وإذا كان الأمر كذلك فإن تلك الآلهة في الزمان القديم لابد أنها كانت تستمتع بالترحال إلي هذه البلاد أكثر مما استمتعنا نحن وإلا ما ترددت عليها أكثر من مرة كما تروي الأساطير. (ص ١٨)
وروي قصة عن شجاعة الأهالي عندما اجتاحت الحملة منطقة الشايقية فروي أن جماعة من الجند خالفوا أوامره وتوجيهات الباشا واجتاحوا قرية لانتهاك الأعراض. قال: إلا أنهم فوجئوا وامتلأوا رعبا عند وصولهم الي القري. فقد وجدوا أنفسهم محاطين بحوالي مائتين من الفلاحين المسلحين بالهراوات يأمرونهم بالرجوع-فورا- إلي مراكبهم ولم يكن أمامهم إلا أن يرجعوا من الغنيمة بالإياب فعادوا إلي المركب في اضطراب وفزع، مما دفعني لأفرغ في وجوههم كل ما في جعبتي من الشتائم أولا لسبب نذالتهم وثانياً لجبنهم إذ أنهم فروا (وكانوا يحملون أسلحة نارية ) أمام حملة الهراوات. (ص ٦٤).
وعن حذاء ابنة الملك صبير الذي فقدته فأوقعها في الأسر قال: عندما اقترب جنودنا من حصن الملك (صبير) هربت ابنته ذات الخمسة عشر ربيعا مخلفة من ورائها فردة من حذائها (الصندل) الذي تضارع صناعته أرقي ما تنتجه أوروبا من أحذية. (حاشية في ص ٧٢).
ومع هذا الثناء فقد أخطأ الرجل وتعدي وظلم في حق بعض المناطق العزيزة من السودان مما أغفل المترجم ترجمته عامداً. وتلك خسيسة في الرحالة يزينون بها كتاباتهم بالإثارة والكذب الصريح التماسا للتشويق واشهاراً لما يكتبون. ولعل منطقة بربر التي تجني عليها الرجل وهي بقعة عزيزة من السودان ومركزا حضريا حفل بالعلم والدين قد جني عليها اسمها (بربر) فربط الفرنجة بينها وبين برابرة أوروبا الذين قوضوا الحضارة الرومانية فأطلقوا العنان لخيالهم بلا تدبر وحكمة فنسجوا منه الأساطير والأكاذيب. ومن مزاعم الرجل بل قل من أخطائه الربط بين منابع النيل ومنابع نهر النيجر وقد تأكد خطؤها. وقفت مرة علي قول يرد وادي هور إلي بحيرة تشاد وأنه كان نهراً دائم الجريان يصب في نهر النيل ولعل وادي القعب إن لم تخن الذاكرة كان مجري له إلي النيل. تري هل كان ذلك سبب خطأ الأقدمين في الجمع بين النيل والنيجر؟ علم ذلك عند ربي.
الغريب أن المؤلف أضفي علي إسماعيل باشا صفات إنسانية رحيمة بطريقة لا تخلو من تزلف تعارض صورة قاسية للغزاة وثقها الدكتور محمد الأمين(القوي) في كتاب هام بعنوان ” سياسة محمد علي باشا في السودان”.
وكما ترون فقد ظل هذا البلد يثير العجب والإعجاب من قديم، أقال الله عثراته!
البابا في مواجهة الشعوبية:
استرعت انتباهي مقالة مطولة في يومية نيويورك في عدد الأحد ٢٩ أبريل ٢٠١٨. وعدد الأحد من هذه الصحيفة، عدد مميز علي الدوام تصحبه مجلة وملحق يستعرض الكتب الصادرة كما هناك ملاحق لعشاق الموضة والتسوق وغير ذلك من الاهتمامات. قلت استرعت انتباهي مقالة مطولة بعنوان ” البابا يقاوم مد عالمي للشعوبية”، إشارة إلي موجة الانكفاء علي الوطنية الاثنية والعرقية التي تجتاح أوروبا وأمريكا الشمالية احتجاجا علي موجات الهجرة من دول الجنوب الفقير علي دول الشمال ميسورة الحال الرافلة في كنف الاستقرار. تقول المقالة إن البابا فرانسيس عند انتخابه لكرسي البابوية عام ٢٠١٥ خلفا للبابا (فندكت) الذي استقال، انعقدت الآمال علي قادم جاء من خارج أوروبا ليصلح كنيسة أحاطت بها الفضائح والأزمات حدت بالبابا ، أعلي سلطة فيها، إلي الاستقالة في واحدة من أندر وقائع التاريخ الكاثوليكي. ووجد الرجل قبولا و حفاوة من غير الكاثوليك وسعي القادة في العالم للتقرب إليه.
أما اليوم تقول المقالة، فقد تغير المناخ السياسي فجأة في العالم وغدا عاملا يقوي ساعد الشعبوية والانتماءات الوطنية والأثنية الضيقة فوجد البابا نفسه محاصرا بقوي تعارض كل رؤاه المناصرة للمهاجرين ، والداعية لمعالجة اللامساواة الاقتصادية في العالم والعمل علي المحافظة علي البيئة ونقاء المناخ. هذا التيار المضاد لطروحات الرجل الإنسانية خارج الكنيسة ، قد قوي ساعد قساوسة وكرادلة كبار من المحافظين داخل الفاتيكان نفسه فتجرأ بعضهم علي وصفه ب (البابا الدكتاتور ) فقد أبعد الكثيرين منهم عن طريقه. يقول مناصروه إن الهجمة على الرجل زادت رؤاه ألقاً وصوته صدي داخل وخارج أروقة الفاتيكان.
تجدر الإشارة إلي أن البابا، علي عادة من يصعد إلي ذري البابوية يتخير اسما جديدا غير اسمه الذي نشأ فيه. فاسم بابا الفاتيكان الحالي هو: جورج ماريو بيرقوقيلو وهو أرجنتيني الجنسية، اختار اسم فرانسيس وراء اسم قديس إيطالي عاش في القرن الثالث عشر يدعي القديس فرانسيس اسيسي (أسيسي بلدة في إيطاليا). أطلق عليه ابوه اسم فرانسيس لأنه كان معجبا بكل ما هو فرنسي وفرانسيس معناها باختصار (الفرنسي). عاش ذلك القديس في البداية يتمرغ في بحبوحة من العيش بسبب ثراء أبيه العريض لكنه بفضل رؤيا منامية رآها وهو يتأهب للمشاركة في حملة صليبية علي العالم الإسلامي تدرع لها بدرع من الذهب ، رؤيا طلب منه الرب فيها العودة إلي بلده، فعاد وتنسك وأصبح مضرب المثل في حب الفقراء والإنفاق عليهم وحتي علي الطيور والمخلوقات الأخرى. قال البابا الحالي إنه يحب أن يكون مثل القديس اسيسي في كنيسة للمساكين نصيرا لهم ومن هنا بدأت حملته ضد الظلم الاجتماعي حول العالم.
ليت علماء الإسلام يسمعوا صوتهم للبرية ضد العنصرية في عالم يتقارب كل يوم ويبقي التعايش بين مكوناته من خلق الله شرطا للعيش في سلام لا رفاهية ولا مجرد ادعاء. ليس ذلك من باب المحاكاة ولكن صدعا بالحق في أن الناس خلقوا شعوبا وقبائل ليتعارفوا و لأن المسلمين هم أكثر ضحايا هذه الحملة من الكراهية ولعل الأمر يستدعي حملة علي نطاق العالم الثالث تبتدرها المنظمات والهيئات الإقليمية التي غدا أكثرها هياكل بلا محتوي تحشد فيها أهل الثقافة والفنون و البرلمانات ومنظمات المجتمع المدني تصديا لشعبوية الكراهية هذه . وهناك مساحة لتتطور الحملة إلي مطالبة الدول الاستعمارية بالمساهمة في الحد من الهجرات إليها بدعم الدول الفقيرة بإعفاء ديونها وتبني مشروعات للتعليم وتدريب وتشغيل الشباب. ويقيني أن مثل هذه الحملات ستجد لها في الغرب أنصارا كثر يخشون من إفرازات الشعبوية علي الإخاء الإنساني وعلي صورة حضارتهم لدي الآخرين.
مخاوف علي مستقبل الديمقراطية:
شكل وصول دونالد ترمب لسدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية وتقدم أحزاب يمينية متطرفة في عدد من دول أوروبا الغربية ذات الأنظمة الديمقراطية الراسخة والعريقة إلي درجة مشاركة بعضها في الحكومات في بعض الدول ومجيئها تالية للأحزاب الحاكمة في دول أخري، مع انتشار نسخا معدلة للديكتاتوريات السابقة في الشرق تسمي الديمقراطيات اللا-ليبراية تنتهي بإجراء انتخابات تعني بالشكل وتخلو من مضامين تكافؤ الفرص والشفافية، شكل ذلك حالة من الصدمة والذهول لدي مراكز البحوث في الغرب بصورة عامة فعنوان الغلاف لمجلة شؤون دولية الأمريكية لعدد مايو/ يونيو ٢٠١٨ جاء متشائما هكذا:” هل الديمقراطية في حالة موت؟ أو قل إن شئت: هل بدأت رحلة موت الديمقراطية؟ تقرير دولي” (أي لحالها عبر الكون). ويحمل العنوان رسما لماكينة لتمزيق الأوراق باللون الأحمر كأنها تمزق نسيج الديمقراطية شر ممزق. وللدقة فالعنوان ليس تقريرا بالموت ولكنها تساؤل يشير إلي وجود أزمة تعتور مسيرة الديمقراطية لذلك فالمقالات ليست مناحات ثكلي على ديمقراطية مسجي واهنة القوي علي السرير الأبيض تنظر بعيون شاخصة إلي السقف أو السماء تنتظر المصير المحتوم كمن قل الرجاء في شفائه. فبعضها يحذر من وقوع المحظور ويدعو لتراص الصفوف لمنع ذلك من الوقوع وبعضها متشائم متوجس مما تخفيه الأيام والسنون القادمات يقرع الأجراس. إليك أهم عناوين المقالات لتحكم بنفسك:
– التحول الكبير: كيف تخطئ الديمقراطية الأمريكية طريقها إلي النجاح : كتبه ولتر راسل مييد.
– عصر اللا أمن: هل تتمكن الديمقراطية من حماية نفسها؟
– نهاية قرن الديمقراطية: الصعود الدولي للأوتوقراطية.
– أوتوقراطية بخصائص صينية: ما وراء إصلاحات بكين.
– ثورة شرق أوروبا اللا-ليبرالية: الطريق الطويل لأفول الديمقراطية.
وأتخير لضيق الحيز مقالة ولتر راسل مييد عن الشأن الأمريكي الراهن فهي تشخص الأزمة بعمق -فيما أري أنا علي الأقل – ولأنها تحمل بعض التفاؤل ، والتفاؤل قيمة إيجابية علي كل حال .
يقول إن الأمريكيين يناضلون اليوم من أجل فهم ما يجري من تطورات إقتصادية مزعجة وعقيمة لا تؤتي أكلا وتطورات سياسية مخيفة ومن سياسيين يفتقرون إلي الفاعلية وانزلاقات إلي حضن العنصرية و اعلام يعاني من الاستقطاب الحاد واللامسؤولية ومخاوف من تفجر العنف وهجمات إرهابية مدمرة وتنازع بشأن الهجرة وتوقف للحراك الاجتماعي الاقتصادي بزيادة الفجوة بين الطبقات واتساع دائرة اللا مساواة وسيطرت الشركات الكبرى علي الاقتصاد ونشؤ طبقة جديدة من ( السوبر بليونيرات) في التمويل والصناعات التكنولوجية الثقيلة. يقول هذا الوصف ينطبق علي الحياة الأمريكية في أعقاب الحرب الأهلية وخلال ٣٥ عاما امتدت منذ مقتل الرئيس أبراهام لنكولن وحتي بداية القرن العشرين. حيث فشلت عملية إعادة البناء فاتسمت تلك الحقبة بتفشي الفضائح والاستقطاب السياسي الحاد والصحافة اللامسؤولة وفقدان الثقة في النخبة والخبراء وعودة العنصرية. يرجع ذلك للثورة الصناعية الهائلة التي أحلت أمريكا محل بريطانيا كأكبر قوة صناعية (رغم أن الثورة الصناعية كانت قد بدأت قبل ذلك في أوروبا) وأن ذلك قد جعل المؤسسات الاجتماعية والإقتصادية غير مؤهلة لاستيعاب تلك الطفرة. يقول ذلك يحدث اليوم حيث أن ثورة المعلومات قد أعاقت وعطلت النظام الاجتماعي والاقتصادي تماما مثلما فعلت الثورة الصناعية فالأيديولوجيات والسياسات التي كانت تناسب الجيل الذي مضي لم تعد قادرة علي حل المشكلات التي تواجه أمريكا اليوم فالأحزاب السياسية الأمريكية ومعظم قادتها السياسيين يفتقرون إلي الرؤية والأفكار التي يمكن أن تعالج معظم المشكلات الملحة التي تواجه أمريكا اليوم. أما المثقفون وحملة الرأي لا يزالون أسري للنظم الحالية التي بليت ولم تعد صالحة لحل المشكلات وفي ذات الوقت فإن الشعبويين الذين يريدون أن يحلوا محلهم لا يملكون هم أيضا حلولا للمشكلات الشاخصة.
نظرة متفائلة تؤمن بحل المشكلات وإنقاذ الديمقراطية بالتفكير خارج الصندوق. يقول إن الإنسانية أغلب الظن أنها قادرة علي توفير احتياجاتها المادية دون الحاجة إلي تجنيد الملايين من الناس فيما يشبه السخرة لتحقيق ذلك كما كان الحال في الماضي لكن نظم التعليم والإدارة والصحة القائمة حاليا قامت وفق حاجات الثورة الصناعية بمعرفة وظيفية محدودة وتراتبية تروم النظام والإنضباط لا غير ولم تعد بالتالي صالحة لعصر ثورة المعلومات الذي نعيشه الآن والذي يستوجب تنظيما جديدا لكل ذلك يطال التعليم والإدارة والصحة . إن الأناسي حيوانات قادرة علي حل المشكلات تصقل تجاربها التحديات. هل يقرع ذلك أجراساً في العالم الفقير، عالمنا ؟وهل نسارع فنبتكر جديدا يجابه التحديات؟ أتمني ذلك.
بعض ردود علماء الفيزياء علي فكرة الله لدي ستيفن هوكنق:
بعث إليّ الدكتور الصديق محمد عثمان السيد ، أستاذ الإعلام بجامعة البحرين بمقالة نشرتها اليومية البريطانية المعروفة (الغارديان) بعنوان : تري هل أراد استيفن هوكنق وهو يغادر الحياة أن يقوي ويدعم حجة وجود الله؟ بقلم فيليب قوف: Did the dying Stephen Hawking Really mean to strengthen the Case for God?
يقول الدكتور محمد: ” والمقال يتطرق إلي البحث الأخير الذي قام به (هوكينق) مع الفيزيائي توماس هيرتوق ونشر بعد وفاته مؤخرا. و فيه يتراجع هوكنق عن مقولات هامة كان قد قررها في كتابه( التصميم العظيم), إنه يقرر الآن:
1- أن عدد الأكوان محدود وليس بلا نهاية.
2- أن قوانين الفيزياء الكونية واحدة في جميع الأكوان المفترضة وليست متباينة.
والنقطتان المذكورتان تصيبان في مقتل الحجج التي صاغها المؤمنون بفكرة الأكوان المتعددة. (يشير هنا الي تقرير استيفن وارنبرق الحائز علي جائزة نوبل في الفيزياء بأن الزعم بتعدد الأكوان لا يرقي حتي لمستوي النظرية.) ( “شرحنا “والزعم بالتعدد حيلة لزعم آخر بعدم وجود نسق واحد لهذه الأكوان لأن وحدة النظام تكون دليلا علي وحدة الصانع. فاعتراف هوكنق بوحدة النظام الحاكم للحياة وإن صح التعدد “يقود إلي تدعيم الحجج العلمية لقضية الإيمان بالله”. في كلمات الدكتور محمد. وكان الدكتور قد كتب مقالة عن هوكنق قبل ذلك ساق في سياقها ردودا علمية علي بعض آراء هوكنق المتشككة في وجود خالق للكون، أورد منها هنا رد البروفسور جيرالد شرودر من معهد MIT (مترجما) “إن استيفن هوكنق قد فجر خبرا في كتابه” التصميم العظيم” مؤداه أنه لا حاجة إلي الله لخلق الكون فالمطلوب في الحقيقة لذلك الخلق هو (قوانين الطبيعة). واستنادا إلي خلفيتي فإني أوافق علي هذا الإقرار. كيف؟ كل ما في الأمر ينتهي عند تعريفنا لله وماهية هذه القوانين الطبيعية؟
ويورد الدكتور محمد جزئية هامة عجز فيها هوكنق عن الإجابة علي سوال جوهري نبع من تعريفه للقوانين التي خلقت الكون: ما هو سبب ومعني وجود قوانين للفيزياء وصفها بأنها تتصف بكونها غير مادية وخالدة وموجودة خارج نطاق الزمان والمكان ابتداء.) أي كيف يختلف ذلك عن عقيدة المؤمنين في صفة الذات الإلهية في كونها: غير مادية وخالدة وموجودة خارج نطاق الزمان والمكان!
الأمين محمد أحمد كعورة:
لما كان الشيء بالشيء يذكر فقد ذكرت وأنا أطالع ما كتبه الدكتور محمد عثمان السيد عن هوكنق بشأن الإيمان والأكوان، شأن أستاذنا ، أستاذ الأجيال عالم الفلك الأمين محمد أحمد كعورة الذي بذل جهدا وكتب كتبا تعضد فيها كشوفات العلوم والفلك الحديثة، وجود الخالق العظيم. كان رحمه الله قد أعد رسالة باللغة العربية بعنوان “الخروج من الظلمات إلي النور: الفلك والعلوم تؤيد أن القرآن من الله”، ترجمته حرمه الفضلي إلي الإنقليزية . بعث بنسخ عديدة منه إليّ أثناء عملي في واشنطن راجياً توزيعها بالمجان . وقد فعلت. جعلها الله صدقة جارية له.