وهذه رواية تشبه المذكرات كأنها رمت الى تحنيط نمط للحياة كان سائدا حتى ستينيات القرن الماضى لكى يظل حيا فى الذاكرة والوجدان بدأ يتلاشى بسرعة فائقة تحت ضربات العولمة والتحديث.
“وناس السكة” عبارة كان يطلقها أهل القرى على ذويهم الذين ارتحلوا للعيش فى الحواضر دون أن تنقطع صلتهم بقراهم فكانوا يغشونها مواسم الحصاد, حصاد التمر كل عام يمتطون اليها صهوات السكك الحديدية ومن هنا جاءت التسمية . وقد حاولت الرواية معالجة اشكالية التباين بين الحديث والقديم تجنبا لمصير مصطفى سعيد فى رواية الطيب صالح “موسم الهجرة الى الشمال” وبطل رواية “قنديل ام هاشم ” بالاحتفاظ بالعالمين معا .
” طاب الطقس ذات ليلة من ليالى ” التقابيب” وصفت السماء وتمايلت باسقات النخيل داخل الدور طربا وربما دلالا فاستفتح عثمان لوحه من سورة مريم حتى اذا بلغ قوله تعالى ” فأجاءها المخاض الى جذع النخلة) شابت صوته عذوبة عجيبة ورقة فوق رقته المعهودة وبدا وكأن نخيل القرية الكثيف كله قد كف عن الحركة واقفا يصغى الى نداء الرحمن فبكى الشيخ ود سلمان كما لم يبك من قبل وبكى الناس من حوله وتمتم الشيخ كمن يحدث نفسه (هذا مزمار من مزامير داوود). وكان شيخ خلف الله المؤذن كلما ذكر هذه الواقعة قال جازما:
- والله…. والله… التمر كلو وقف انتباه!”
- يوجد بالموقع تسجيل للسباعية التى أعدها الباحث الشاب مصعب الصاوى أخذا من فصول الرواية قام بتمثيلها كوكبة من كبار الفنانين .
- وهناك أيضا بالموقع سهرة تلفزيونية مع الكاتب حول الرواية.