تعريف:
مفهوم (أبوية) الوارد فى هذا المبحث مأخوذ فى الأصل من لفظة Patriarchy وهى فى الأصل كلمة يونانية قديمة مركبة من كلمتين هما pater ومعناها (أب) arche وتعنى (البداية) فكأنما تعنى أن الأب أو الرجل هو الأصل الذى عليه مدار الحياة.و تستخدمarche مجازا بمعنى الحكم أيضا فى الكلمات المركبة مثل كلمة heir-rachy , وتعنى التدرج الى أعلى وكلمة anarchy وتعنى الفوضى ولا تخفى صلة الكلمتين بالسلطة والحكم والنظام العام.وهى كلمة تبنتها اللاتينية بنفس المعنى.
وتعريف الثقافة الأبوية : هى الثقافة التى تسند فيها المسؤوليات الأساسية للأب لتحقيق رعاية ورفاهية الأسرة. والPatriarch هو الرجل ذو التأثير العظيم على الأسرة أوالمجتمع.
والكلمة لقب لرجال الدين المسيحى فى أكثر من مذهب وتطلق أحيانا على البابا الأكبرويقابلها فى العربية كلمة (بطريق) وتجمع على بطارقة وهى مقابل كلمة أسباط أى (أسباط بنى اسرائيل) وتطلق فى الديانة اليهودية على ألأنبياء ابراهيم ويعقوب واسحق. ونقيض الأبوية هى الثقافة الأمومية أى
Matriarchy وهى فى المعنى نقيض الأبوية وتعنى المجتمعات التى تسيطر فيها النساء.
جذور الثقافة الأبوية:
يسود الاعتقاد لدى الباحثين فى هذا الأمر أن الفترة الانتقالية فى التأريخ الأوروبى الممتدة من 1500 الى 1800 بعد الميلاد وهى الفترة التى شهدت نهاية عهد الاقطاع فى أوروبا ودخول مرحلة الرأسمالية . قد أصبحت هى المادة الرئيسية لدراسة تطور النظرة لدور المرأة فى المجتمع لأنها تشكل تأريخيا نهاية الثقافة التقليدية الى عصر الحداثة. وفى هذا السياق تحدث عالم الاجتماع ماكس ويبر عن السلطة التقليدية وهى سلطة تستمد مشروعيتها من التقاليد ومن قبول المجتمع لها وأنها تشتمل على سلطة كاريزمية تعتمد على الخصائص الفردية وسلطة عقلانية وقانونية يحدده التنظيم الادارى العقلانى فى المجتمع وكثير ما تجتمع هذه السلطات فى سلطة واحدة هى النوع المثالى للسلطة. وقد استحدث ماكس ويبكر مصطلحا جديدا هوPatrimonial rule وهو حكم العائلة الذى لا يميز بين الشخصى والعام فى ادارة الدولية . ويضرب الباحثون كأمثلة له نظام ماركوس فى الفلبين وسوهارتو فى اندونيسيا.
من أوائل الكتب التى مهدت لاحقا لمدارس المساواة بين الرجل والمراة بالحديث عن أن ريادة المرأة للأسرة والمجتمع قد سبقت الثقافة الأبوية كتاب جان جيكوب باكوفن الذى صدر عام 1861 بعنوان” حق الأم: مبحث فى الخاصية الدينية والعدلية فى الأمومية فى العالم القديمMother Right: An Investigation of The Religious andJuridical of Mariarchy in the Ancient World تلاه كتاب مارجا قيمتاز فى الذى صدر فى خمسينات القرن الماضى بعنوان “الثقافة الأوربية القديمة” Old European Culture حيث ذهب الى أنه فى العصر الحجرى الحديث سادت فى أوروبا ثقافة أمومية تسيطر فيها النساء حتى جاء
العصر البرونزى فتراجعت سيطرة المرأة على الأسرة والمجتمع وبدأت الثقافة الأبوية تسود مع انتشار اللغات الهندو أوروبية وفى ذلك اشارة للتأثير الشرقى على الثقافة الأوروبية. ويرى بعض علماء الحفريات الأوائل أن المجتمعات البدائية لم تكن تعرف سيطرة الرجل لعدم ظهور مفاهيم الأسرة وضرورات حمايتها بواسطة الرجل مثلا بالاضافة الى أمر هام هو الجهل بسر الانجاب وعلاقة الجماع الجنسى به وكانت هناك أساطير ومعتقدات دينية تفسر ذلك ولكن ما أن عرفت البشرية أن الانجاب يحدث نتيجة لماء الرجل حتى بدأ الرجل يعتقد أن الأبناء والبنات يعدون ملكا له وهكذا بدأت الثقافة الأبوية تسود. الا أن اكتشاف دور بيوضة المرأة فى الانجاب قد فتح نافذة جديدة ليكون للمرأة نصيب وهذا أمر لم يعرف الا بعد القرن الثامن عشر عزز الى جانب عوامل أخرى من الدعوات لتحرير المرأة ومساواتها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا بالرجل فيما اصطلح على تسميته ب Feminism وتترجم أحيانا الى عبارة الحركة الأنثوية وقد مرت بثلاث موجات سنشير اليها فى مواضعها. لكن عددا من العلماء يشككون فى صحة استنتاجات علماء الحفريات الأوائل ويشكون فى دقة المعارف والتقنيات المستخدمة للوصول لتلك الاستنتاجات. ويبدو أن نشأة الثقافة الأبوية ذات صلة بالذكورية وترجع فى بداياتها الى الفوارق الجثمانية بين الذكور والاناث حيث أن القوة العضلية للرجال واحتكار أدوات الحرب والتجارة مكنت الذكور فى العصور الأولى من التعامل مع قسوة الطبيعة بشكل أفضل لتوفير الغذاء والحماية للنساء والصغار خاصة بعد ظهور الأسرة فى المجتمع الانسانى فى مقابل تأثر المرأة بالحمل والرضاعة بما يقلل من حركتها مقارنة بالرجل. ذلك قد عقد للرجال لواء الريادة على وسائل الانتاج وتوفير الغذاء الأمر الذى مكنهم من السيطرة على الاناث وعلى الحياة فى مجتمعاتهم . وللباحثين فى نظرية التطور والارتقاء نظريات عديدة حاولت رصد هذا التطور بدء بالثديات الى القردة العلياء وصولا للانسان. ويلاحظ أيضا أن سيطرة الرجل قد ظلت سائدة فى المجتمعات البدائية الأولى وفى الحضارات الوثنية المتقدمة مثل حضارات الاغريق وحضارات بابل والصين وحضارات وادى النيل أيضا رغم وجود دلائل على تقديس المرأة فى تلك المجتمعات كوجود آلاهات مثل (ازيس) وغيرها الى جانب وجود ظاهرة النسب عبر الأمهات فى بعضها كان يتسلسل النسب عبر الأمهات فيما يعرف ب Martilineal ورغم وجود ظاهرة انتقال الزوج للعيش مع عشيرة الزوجة يما يعرف ب martilocal الا أن الباحثين يلاحظون أن اخوان الزوجة وأعمامها الذكور هم الذين يرعون صغارها ويساعدونها فى الأمور الأخرى وظاهرة قرب الأبناء من أخوالهم وحتى وراثتهم سائدة حتى اليوم فى أجزاء متفرقة من العالم لكنها لا تؤخذ من قبل العديد من الباحثين كما سنرى كدليل على مجتمعات أمومية الهوى.ويفضل بعض الباحثين استخدام مصطلح matrifocality بدلا عن مصطلح “الأمومية” ويعنى مجتمعات لا تهيمن فيها المرأة ولكنها تتولى رعاية الأسرة فيها بسبب نقص عدد الرجال بسبب الحروب مثلا كما هو الحال بالنسبة لعشائر النير فى جنوب الهند . وتشير الدراسات الى أن المجتمعات السامية كانت تعلى من شأن المراة الا أن تطور السلاح فى عهد البزنطيين فى أوروبا وفى عهد الساسانيين فى فارس قد ساهم فى تحول السلطة والريادة فى تلك المجتمعات للرجال لتسود بينها ذات الثقافة الأبوية السائدة فى بيزنطا وفارس.لكن لابد من الاشارة الى النظرية الدونية التى كرستها الحضارة الاغريقية القديمة للمرأة حيث اعتبر أرسطو المرأة ضمن الأشياء التى يملكها الرجل ليست ضمن الأشخاص.
تكرست بعد ذلك هذه الثقافة الأبوية بعد ظهور اليهودية والمسيحية رغم أن اليهودية ووفقا للارث السامى تجعل تسلسل النسب انطلاقا من الأم. أما المسيحية ووفقا لعقيدة التثليث واعتبار السيد المسيح ابنا لله قد ألقت بظلال هذه الأبوة على سائر المجتمعات المسيحية بحيث أصبحت ريادة القس فى الكنيسة وريادة الأب فى الأسرة محاكاة محببة لأبوة الله للسيد المسيح. فحسب نصوص الكتاب المقدس تعتبر الأبوة البشرية انعكاسا للأبوة الالهية المقدسة:
Scripture: human fatherhood is reflective of divine fatherhood.
ويعتبر اتباع الكنائس الافنجاليكية السائدة أكثر فى الولايات المتحدة أطفالهم يحملون بذور الخطايا وانهم بحاجة للتعميد الكنسى للتطهر منها ويرون أن عصيان الأبناء للوالدين يعد امرا خطيرا بحسبان أن سلطة الوالدين نظيرة للطاعة الواجبة للسلطة الالهية وان طاعة الوالدين تهيىْ الطفل لطاعة الرب عندما يصبح بالغا راشدا. ذلك بعض ما جاء فى تقرير المؤتمر السنوى لمنظمة الكنائس المعمدانية الجنوبية فى الولايات المتحدة لعام 1998
وهذا الارث الدينى المشترك فى الديانتين المسيحية واليهودية هو الذى كرس الثقافة الأبوية التى يسيطر فيها الرجال على الأسرة والمجتمع والدولة وتحتل فيها المرأة مكانة تالية لمكانة الرجال. وقد فرضت التغيرات التى حدثت منذ عصر التنوير تغيرات هائلة فى مفاهيم الجندرة فى الدول الصناعية سنعرض لها لاحقا الا أننا نود التأكيد بأن الثقافة الأبوية ظلت هى السائدة فى معظم المجتمعات البشرية بما فيها المجتمعات الاسلامية لأسباب تتعلق بسبل كسب العيش وقساوة الطبيعة بالاضافة الى المعتقدات ولاتزال هذه الثقافة تمسك بتلابيب الحياة البشرية بدرجات متفاوتة حتى فى مجتمعات ما بعد الحداثة وهو ما أكدته الأنثربولوجية المرموقة (مارغريت مييد):
All claims so glibly made about societies ruled by women are nonsense. We have no reason to believe that they ever existed. Men everywhere have been in charge of runing the show….. men have been the leaders in public affairs and the final authrities at home.” Redbook (Oct.1973) P.48
وترجمة ذلك الى العربية هى:
“ان المزاعم الجزافية بوجود مجتمعات تحكمها نسوة مجرد هراء. وليس هناك ثمة سبب يحملنا على الاعتقاد بوجود تلك المجتمعات. لقد ظل الرجال يسيرون الأمور فى كل مكان. لقد ظلوا هم قادة الحياة العامة وفى ذات الوقت أصحاب السلطات النافذة والنهائية فى البيوت.”
وقد ذهب البروفسور استيفن قولدبيرغ عميد كلية الاجتماع فى جامعة مدينة نيويورك الى نفس الاستنتاج فى كتابه Inevitability of Patriarchy اذ يقول ردا على دعوات المساواة التامة بين الرجل والمرأة ” ان ما يحفز الرجل فى كافة المجتمعات هو الرغبة فى توفير الحماية للنساء والأطفال . وعلى الناشطات أن يخترن بين التضحية بتلك الحماية والحصول على مطلق الحرية اذ لا يمكن حصولهن على الاثنين معا. سيكن هن الخاسرات” لكن يلزم التنويه الى أن كتاب قولدبيرج الذى وردت فيه هذه العبارات صدر عام 1971 أى فى خضم ما عرف بموجة التحرر الثانية ومنذ ذلك الحين طرأت تطورات عديدة فى المجتمعات البشرية. وذهبت ذات المذهب الباحثة سنثيا اللر فى كتاب لها بعنوان: أسطورة سيطرة الأمومية فى مجتمعات ما قبل التاريخ: ولماذا لن يمنح هذا الاختلاق البالى مستقبلا للمرأة .
The Myth of Matriarchal Prehistory: Why An Invent Past Won’t Give Women a Future
والثقافة الاسلامية تعتبر ثقافة أبوية أيضا وهى ذات مشتركات مع الديانتين المسيحية واليهودية. ورغم أن الاسلام باعتراف العديد من الباحثين المنصفين فى الغرب قد أحدث طفرة فى نظرة المجتمعات الانسانية للمرأة باعتبار النساء شقائق الرجال مقرا لأول مرة ربما فى التاريخ المكتوب بحقها فى الميراث والتملك وحرية القرار فى أن تفعل فى ممتلكاتها ما تشاء, الا أن الريادة ظلت للرجل اذ قرر الله تعالى فى التنزيل أن للرجال عليهن درجة.كذلك حثت الأحاديث النبوية على طاعة الزوج وأن ذلك يرقى لمستوى الواجبات الدينية والنصوص معروفة وليست هناك ضرورة لرصدها واحصائها. لكننا نسوق هنا ما أوردته الأنثربوبلوجية البروفسور كارولين فولهر لوبان فى كتابها
Islamic Law and Society in The Sudan والذى ترجمه الى العربية الدكتور محجوب التجانى محمود تحت عنوان ” الشرع الاسلامى والمجتمع فى السودان وقدمت له الأستاذة فاطمة أحمد ابراهيم. وهو كتاب يركز فى الأصل على الحقوق التى منحتها قوانين الأحوال الشخصية فى السودان والقائمة على الشريعة الاسلامية للمرأة. وتعتبر السيدة لوبان والتى تطلق على نفسها أيضا اسم “مهيرة” بأن قوانين الأحوال الشخصية فى السودان هى الأفضل بين نظائرها فى العالم العربى والاسلامى جاء فى الفصل الأول من الكتاب( النسخة المترجمة ) صفحة 15 فى معرض الحديث عن الشرع الاسلامى بصفة عامة بأنه على الرغم من تأثير الاسلام على ربع سكان المعمورة: “فان فهم الاسلام دينا وقانونا ومجتمعا, فقير فى الغرب ومعرض لتنميط غير صحيح ومضلل. جاءهذا محصلة عوامل عديدة ليس أقلها المواجهة التاريخية بين الاسلام والمسيحية واستعمار أقسام كبيرة من العالم العربى والاسلامى فى الأزمان الحديثة من قبل القوى الغربية الامبريالية. ومع فترة طويلة من الاستعمارتمتد عبر القرنين التاسع عشر والعشرين, افتقدت الدراسة العليمة للاسلام من المستشرقين الغربيين موضوعية معينة وما انفكت منتقدة لتركيزها العرقى وتحيزاتها المعادية للاسلام”. وتدلل على جهل الغرب بالثقافة الاسلامية بالاشارة الى موضوع الاختلاط فتقول فى صفحة 83:” فصل الجنسين فى المجتمع المسلم لا يرى أنه قمعى أو مشين لمركز المرأة كما أنه لايربط بعدم المساواة. موضوع العزل بين الجنسين اشكال ينبع فقط من الادراك الغربى لذلك الواقع الاجتماعى ووجهة نظره الخاصة بالحالة اليائسة للنساء المسلمات. هنالك عدد من التحسينات الاجتماعية التى يود النساء والرجال أن يرونها نافذة ولكن وضع نهاية للعزل بين الجنسين ليس أولوية ذات أسبقية”.
واتساقا مع المعايير المعتمدة فى العالم الغربى فان منطقة الشرق الأوسط استنادا الى مستوى تعليم الاناث مقارنة بالذكور والى نسبة الوفيات فى الولادات والحمل ومتوسط عمر النساء بالنسبة للرجال وغيرها من المعايير
تعتبرصاحبت أسوأ أوضاع بالنسبة للمرأة فى العالم.
دور النظريات العلمانية فى تكريس الثقافة الأبوية:
ولكى لا نترك انطباعا خاطئا بتحميل الأديان مسؤولية تكريس الثقافة الأبوية تلزم الاشارة الى أن نظريات التطور من لدن مورقان كانت ترى أن المرأة تحتل موقعا أدنى من موقع الرجل مبنى ومعنى. وقد ساهمت نظرية دارون مساهمة كبيرة فى ذلك حيث كان شارلس دارون يعتقد أن الانخاب الجنسى يضع المرأة فى مرتبة دون الرجل. واستمدت الدارونية الاجتماعية زخيرة قاتلة من نظرية التطور والارتقاء لتكريس هذه النظرة فى العلوم الاجتماعية حيث ذكر الأنثربولوجى جى. مامقرايقر فى كتاب له بعنوان ” حول الفروقات الأساسية بين عقول الرجال والنساء”:
Women presented the infentile type .. physically, mentally and morally, woman is a kind of adult child in the domain of pure intellect. It is doubtfull if women have contributed one profound idea of the slightest permanent to the world.”
ونسج علىذات المنوال فرانسيس غالتون ابن عم شارلس دارون ومخترع نظرية ” تحسين الجنس البشرى Eugenics وعدو الدين اللدود. كذلك كانت مواقف سيقموند فرويد مؤسس نظرية التحليل النفسى فى علم النفس. ومن الدرونية بشقيها البيولوجى والاجتماعى نشأت النظريات العنصرية مثل الفاشية والنازية. لذلك ارتبطت حركات تحرير المرأة بالحركة الليبرالية .
علاقة النسب والهوية بالثقافة الأبوية والأمومية:
من البداهة أن تقاليد النسب تتأثر بالثقافة السائدة فالثقافات الأبوية على وجه العموم تلحق الأبناء والبنات بآبائهم. قال الامام على ” نحن معشر العرب نقفو آباءنا” فالذرية تأخذ اسم عائلة الأب وتنتسب الى قبيلته وعشيرته وقومه ولا تلقى كبير اهتمام الى عشيرة وقوم الأم وتؤسس نظم المواريث وفقا لذلك مع اختلاف بين الثقافات ففى الثقافة الاسلامية تورث الاناث ولكن فى أوربا القديمة كان الابن الذكر البكر هو الوحيد الذى يرث أباه دون أن يأخذ أشقاؤه الذكور شيئا من الميراث وكان ذلك سببا من أسباب الهجرة الى العالم الجديد بحثا عن حياة أفضل. كذلك الملك بطبيعة الحال. ورغم ما ورد آنفا من شك فى وجود مجتمعات سيطرت فيها النساء الا أنه من الثابت وجود مجتمعات فى افريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا تجعل النسب صادرا عن الأم وكان كذلك الحال فى ممالك النوبة فى السودان. لكن يلاحظ أن الملك ظل فى أغلب الأحيان رغم ذلك فى الرجال من عقب الأم وقد رد ابن خلدون غلبة الثقافة العربية فى بلاد النوبة القديمة الى ظاهرة النسبة الى الأمهات اذ كان بن أخت الملك هو الذى يرثه على العرش لا أبناؤه. وفى العصور السابقة وفى أرياف العالم الثالث اليوم لم تزد مشاركة المرأة فى أعمال الحقل والرعى وقيامها حتى بأعمال البناء كما فى أجزاء من افريقيا من نسبة مشاركتها فى قيادة مجتمعاتها رغم أن عمل المرأة خارج المنزل كان مفتاح تحررها فى المجتمعات الصناعية كما سنرى.
تجدر الاشارة الى وجود ظواهر قديما وحديثا لا تخضع لهذا الفصل التام بين معسكر الآباء والأمهات. اذ توجد مجتمعات بسيطة و أخرى معقدة تعترف بمساهمة الأب والأم فى اشباع الحاجات الداعية لقيام الأسرة ويطلق على هذا الاعتراف مصطلح Cognative descent
ونقيضه نظام انتساب يحصر النسب اما فى عقب الأب أو الأم ويسمى unilineal descent
وتدل الدراسات العلمية المعاصرة على أن مساهمة الرجل فى تخلق الجنين متساوية حيث يسهم كلاهما بعدد متساو من الكروموزومات. ويعلق الأنثربولوجى مارفن هاريس فى كتاب دراسى بعنوان :” الثقافة, الناس, والطبيعة مقدمة فى علم الأنثربولوجيا العام” على اعتبار المولود لأب أبيض وأم سوداء فى الولايات المتحدة أو العكس أسودا أن ذلك التوصيف يعد توصيفا اعتباطيا اذ أن المولود يحمل جينات بيضاء وسوداء متساوية. مؤكدا أن غالبية السود فى الولايات المتحدة ” قد تلقوا قدرا هاما من جيناتهم من اسلاف أوربيين”.
والخلاصة أنه لا يوجد ثمة معيار علمى وراثى يضبط الانتماءات العرقية فى هذا الاتجاه أوغيره خاصة فى هذه المنطقة من العالم التىتعاقبت عليها الأعراق كما يقول مأرفن هاريس نفسه ( سكان شمال افريقيا وجنوبها والشرق الأوسط وشرق أوروبا وغرب آسيا وسيلان واندونيسيا وغينيا الجديدة والعالم الجديد). لذلك من الحكمة ولأغراض التعايش بين المكونات العرقية لمجتمعاتنا تحرير الهوية من العرق لأنها خيار ثقافى محض لا يسنده علم طبيعى ولا تثريب على من يعتبر نفسه عربيا ولا على من ينسب نفسه لانتماءات أخرى فالمواطنة كافية لتحديد الحقوق والواجبات.
تطور جدال الأبوية والأمومية
فى الغرب :
يعتقد الفيلسوف جون استيوارت ميللر أن انتهاء عهد الاقطاع وانهاء العبودية فى أوروبا وتحول الملكيات المطلقة فيها الى ملكيات دستورية والى جمهوريات فى بعض أجزائها قد شكلت البداية الحقيقة نحو تحرير المرأة والتى توجت بمنحها حق التصويت فى بريطانيا فى القرن التاسع عشر وهو التطور التاريخى فى كفاح المرأة الأوروبية والذى اعتبر الموجة الأولى فى حركة تحرير المرأة, وتفسير ذلك أن الثورة الصناعية احتاجت لأيدى عاملة أقحمت المرأة فى سوق العمل فى المصانع خارج البيوت وبدأت تحصل على استقلالية اقتصادية وخاضت فى التجمعات المطلبية لتحسين الأجور وظروف العمل وبالتالى أصبحت لها كينونة مستقلة عن الرجل. ونتج عن ذلك التطور اعادة بناء للحياة الاجتماعية فى أوروبا وأمريكا فى النصف الثانى من القرن العشرين وتحديدا فى عقد الستينات فيما عرف بالموجة الثانية من تحرر المرأة. ويعتقد البعض فى وجود موجة ثالثة من تحرر المرأة هى التى نعيشها اليوم. وفى أدبيات الفكر الماركسى عزا فريدريك انجلز سطوة الثقافة الأبوية الى امتلاك الرجل لوسائل الانتاج. غير أن منتقديه أشاروا الى التطبيقات الأبوية أثناء سيادة الفكر الماركسى فى الاتحاد السوفيتى وأوروبا الشرقية.
هذا التطور اتخذ أشكالا عدة فى ميدان الرؤى والمفاهيم فظهرت حركات نسوية تقودها ناشطات تدعو الى مساواتية تامة بين الرجل والمرأةegalitarianism وهذه المجموعات موسومة ب ألأنثوية” Feminists وهى كلمة ممقوتة لدى المحافظين فى أمريكا كأنها تعنى الاسترجال ولأن مفهوم التحرر يشمل حرية المرأة فى الاجهاض وأن تفعل فى نفسها ما تشاء وموضوع الاجهاض من أكثر الموضوعات الخلافية حدة فى الولايات المتحدة وتتصل به دون قرينة واضحة موضوعات خلافية أخرى مثل زواج المثليين والمثليات والسماح لهم بتبنى الأطفال . هذه قضايا تنفذ الى الذهن دائما على ذكر الأنثوية وكذلك اعادة تعريف الأسرة مثلما حدث فى مؤتمرات بكين والقاهرة وتجعل النظر لقضايا تحرر المراة مشوبة بالشك والريب. وفى سياق هذا التطور التأريخى ظهر أيضا مصطلح الجندرة Gender ويعنى معجميا الفوارق بين النساء والرجال ويعنى اصطلاحا فى العلوم الاجتماعية الفوارق الاجتماعية بين الرجال والنساء. وبهذا المعنى فالكلمة ليست مرادف لكلمة( جنس) التى ترمز بيولوجيا للذكورة والأنوثة. ومقابل الكلمة فى العربية هى ( النوع). والمؤتمرات التى ظلت تعقد منذ سبعينات القرن الماضى حول الجندرة كانت تهدف الى تأكيد حقوق المرأة وأهمية دورها فى دفع عجلة التنمية خاصة فى البلدان النامية كما أن منظمة الأمم المتحدة قد عينت موظفا ساميا فى الأمانة العامة للسهر على أوضاع المرأة فى العالم.
هذه التغيرات الكبيرة أثرت حتى على رؤى الكنائس المحافظة الافانجيليكية المتشددة فى الثقافة الأبوية فظهرت تيارات معتدلة تتحدث عن أدوار تكميلية للرجل والمرأة لحفظ النوع والحفاظ على المجتمع والحضارة يسمى هذا التيار بالتيار التكميلى complementarianism
وهو تيار توفيقى شبيه بتيار المحافظين من المسلمين الذين وانصياعا لضرورات العصر قالوا بالمقولة التكميلية وبشىء من التخصص فى أدوار الرجل والمرأة. أما بالنسبة للتيار العام والغالب فى المجتمعات الغربية فقد أصبحت عقيدة المساواة بين الجنسين من المسلمات حيث يعد الحديث عن ثقافة أبوية هناك أصبح من التابوهات التى قل أن يجرؤ مفكر أو سياسى على البوح بها وهاهى هيلارى رودمان كلينتون قد أصبحت أول مرشحة لرئلسة الولايات المتحدة و ليس من المستبعد انتخابها للمنصب.
لكن فوجأت الأوساط المختلفة فى الولايات المتحدة بمقالة فى الدورية المرموقة ” السياسة الخارجية” Foreign Policy فى عدد مارس الماضى 2008 تحت عنوان:
عودة الى الأبوية؟ الأبوة ومستقبل الحضارة The Return of Patriarchy? Fatherhood and The Future of Civiliazation
Why Men Rule Will Inhert the Earth
وقد علل عودة الثقافة الأبوية باحصاءا تشير الى أن عشرين بالمائة ممن كن ضمن الحركات النسوية المطالبة بتحرير المراة فى الستينات قد بلغن الخمسين من العمر ولم ينجبن أطفالا وبالتالى حسب قوله سينقطع عقبهن Will have no genetic legacy
وفى المقابل فان خصوبة النسوة فى المناطق التى صوتت لبوش فىانتخابات 2004 تزيد بنسبة 12% من الخصوبة فى المناطق التى صوتت لغريمه جون كيرى وبالتالى فان التغيير الديموغرافى سيرجح كفة المحافظين المتدينين فى مناطق الوسط والجنوب وخارج المراكز الحضرية وبالتالى سيؤول الحكم اليهم وتعود الثقافة الأبوية لموقع الريادة مجددا.
فى العالم الثالث
يربط الباحثون تحرر المرأة فى العالم الثالث بالحداثة فالنمو الاقتصادى المصاحب للحداثة سيغير وضع المرأة الى الأفضل لأن خروجها للعمل وحصولها على الأجر سيقلل اعتمادها على الرجل اقتصاديا وسيحد من عدد الولادات بالنسبة لها وستدفعها المنافسة من أجل الترقى والحصول على أجور أفضل للسعى للحصول للمزيد من التعليم وبالتالى الحصول على ذات المزايا التى يحصل عليها الرجل. وتشير دراسات استندت على بيانات من البنك الدولى الا أن المراة فى البلدان الفقيرة أفضل حالا من صنواتها فى الدول التى تعتمد على ريع المعادن والزيت والغاز الطبيعى حيث أن الأخيرة لا تخلق أسواقا تحتاج لأيادى المراة ويشار الى ذلك أحيانا بلعنة المواردresource curse. وقد ساهم تعدد الكوارث الطبيعية والحروب الأهلية وبين الدول وما نتج عنه من نزوح ولجؤ ومعدلات كبيرة لوفيات الرجال بسبب مشاركتهم فى الحروب الى زيادة اعباء المرأة فى الحفاظ على الأسرة ورعايتها ماديا ومعنويا الأمر استلزم توجيه كثير من الاهتمام لأوضاعها ولأهمية مشاركتها فى تحقيق السلام ووقف الحروب التى تتحمل هى العبء الأكبر من تبعاتها ت. وبدهى أن مجرد تحمله لأعباء كان يتحملها الرجل تزيد من دورها فى الأسرة والمجتمع وتمنحها المزيد من الحقوق والمزيد من المساهمة فى الحياة العامة.
غير أن الأكاديمى الأمريكى والفلسطينى الأصل هشام شرابى يخلص فى كتاب صدر له عام 1988 بعنوان الأبوية الجديدة Neo Patriarchay الى أن التطبيق الفاشل للحداثة المتمثل فى فشل قيام دولة عصرية فى البلدان العربية بمضامين الحداثة الليبرالية قد أفضى الى تشويش واعاقة مسيرة التغيير الاجتماعى وقاد الى ما أسماه بالأبوية الجديدة التى أدت الى اعادة الأبوية التقليدية القديمة بثوب جديد هو بروز الأصولية الاسلامية فالبرجوازية الصغيرة حسب تعبيره والتى خلفت الاستعمار فشلت فى خلق واقع حديث تقدمى مما قاد لانتشار الأصولية الاسلامية. تجدر الاشارة هنا الى ان هشام شرابى ناشط فلسطينى وذا اتجاهات يسارية معروفة. ويقع بحثه فى نطاق انتقادات الكثيرين من مثقفى العالم الثالث لنظرية الحداثة وارباكها لمسارات التطور الصحيح فى دول العالم النام و تتراوح تلك الانتقادات حدة وضعفا وفقا لمواقف اولئك المثقفين الايدولوجية.
ونشير فى هذا الصدد الى كتاب الأمريكى من أصل يونانى فؤاد عجمى فى كتابه ” معضلة العرب: الفكر العربى والممارسة منذ عام 1967″
The Arab Predicament: Arab Political Thought And Practice Since 1967
وعلى الرغم من أن الكتاب يغطى فترة زمنية محددة هى الفترة التى تلت حرب الأيام الستة فى عام 1967 الا أنه يجعل من جمود العلمانية وفشل النظام العربى الأبوى فى ثوب الحداثة محفزا وسببا لصعود الأصولية الاسلامية بمعنى اعادة انتاج نظام أبوى أكثر محافظة. والكتاب لا يصوب هدفه تحديدا لرصد الثقافة الأبوية بالاسم لكنه يتعاطى معها كنتيجة.
ولا شك أن الدراسات فى ميدان الثقافة الأبوية تعتمد فى معظمها على تطورات الأوضاع الاقتصادية والسياسة فى الغرب منذ عصر النهضة حتى يومنا هذا وقد أصبحت معيار تقاس به أوضاع المراة فى العالم وهو مقياس يغفل فى كثير من الأحيان السياقات الثقافية التى تفرض بالضرورة قدرا من الاختلاف فى تلك الأوضاع. لكن رغم ذلك فهناك معايير دولية جامعة ينبغى الاعتراف بها وعدم الركون للحتمية الثقافية فالمرأة فى كل بقاع العالم قد استفادت من حركة تحرير المرأة فى أوروبا وفى أمريكا كما استفادت من المواثيق الدولية التى تؤكد على حقوقها. وأهم ما فى حركة التحرير الاستفادة من طاقات المرأة فى التنمية وفى البناء الوطنى. وأن مقولة ” مطلق القوة يؤدى الى الفساد” All Power Corrupts صحيحة من جهة أن مجتمع يتسلط فيه الرجل منفردا بالسيطرة دون النساء قمين بأن تفسده السلطة كما يصح على العموم فى أن السلطة التامة التى لا تراقب تفضى الى الفساد.ولأن المرأة تشكل عدديا نسبة كبيرة من عدد السكان فى كل مجتمع بشرى كانت مشاركتها فى الحياة العامة باختيار ممثلى الأمة لادارة الدولة أمرا لازما تفرضه المفاهيم الديمقراطية اذ لا يمكن حرمان نصف المجتمع مثلا من الانتخاب والتصويت واعتبار الحكم ممثلا للأمة.
وينظر الباحثون فى الغرب الى أنظمة الحكم فى الشرق الأوسط باعتبارها نظما أبوية ليس فقط لاستبعاد عنصر النساء من المشاركة فى صنع سياساتها ولكن لأنها غير ديمقراطية تمارس سلطة أبوية على المواطنين فيها ويعتبرون ذلك أس المشكلة السياسية والاقتصادية فى العالم العربى والاسلامى.
فى السودان : توجد شواهد تأريخية على علو مكانة المرأة فى بعض مراحل تاريخا مثل الملكة الكنداكة فى دولة مروى التى ألحقت الهزيمة بجيش الاغريق الغازى والتىورد فى كتاب الرسل من الانجيل أن وزير خزانتها كان أول من اعتنق المسيحية من غير اليهود بأمر من الرب للقديس يوسف.كذلك كان التمثال الذى يحمل الجوهرة المضيئة فى نتؤ جبل البرك على معبد الاله آمون (احد عجائب الدنيا فى زمانه) تمثالا لأمرأة. وهناك مهيرة بنت الملك عبود ملك الشايقية وهناك رابحة الكنانية ومسيكة بت بلال.
أما الحركة النسوية الحديثة فقد بدأت فى نهاية أربعينات القرن الماضى متأثرة بتيارات الحداثة الوافدة من الغرب والتىوفدت على كل أجزاء العالم الثالث وقد فتح الحزب الشيوعى السودانى العضوية للرجال والنساء عند تكويينه 1946 ثم كونت المنتسبات اليه “الرابطة النسوية” ثم “الاتحاد النسائى السودانى” فى الخمسينات وصدرت بعد ذلك مجلة صوت المرأة. وبعد ثورة أكتوبر كون الاخوان المسلمون ” الجبهة النسائية الوطنية” التى أسست بدورها مدارس باسم الجبهة النسائية للفتيات. واهتم الأخوان الجمهوريون أيضا بقضايا المرأة وفقا لطروحاتهم الأساسية فى الرسالة الثانية للاسلام وحذت الأحزاب الأخرى حذو الشيوعيين والاسلاميين بتسليط اهتمام أكبر للنساء. وتم منح المرأة حق الترشيح بعد أكتوبر وتم انتخاب الأستاذة فاطمة أحمد ابراهيم للبرلمان عن الحزب الشيوعى فكانت أول سودانية تدخل البرلمان نائبة عن احدى الدوائر المخصصة للخريجين.
ونسبة للتلاقح الافريقى مع الثقافة العربية فى السودان فقد كان للمراة دورها فى الحياة العامة على مر العصور رغم السمة الأبوية الغالبة على الحياة الاجتماعية فى السودان. فالسودان فى كياناته الدينية والقبلية يعد مجتمعا أبويا بلا شك. ويقل الولاء للسلطة المركزية لاعتبارات أشرنا اليها فى مبحث آخر بعنوان ” السلطة فى الثقافة السودانية”.
ونظرا للهجرات المكثفة لدول الخليج فى عقد السبعينات من القرن الماضى وما بعده وازدياد مسؤوليات النساء تجاه الأسر والأطفال فقد ازداد دور المرأة فى الحياة المجتمعية وبالتالى فى الحياة العامة و حيث أن مدارس الفتيات لم تتأثر بالهجرة حيث كانت هجرة المعلمات أقل فقد عزا بعض المراقبين تردى أداء الأولاد الذكور فى التحصيل العلمى وازدياد أعداد الناجحات من الفتيات الى تلك الظاهرة. ثم تضاعفت أعداد الخريجات منهن (ليست لدى احصاءات) مما أضعف من قبضة الرجال على المجتمع باقتحام المرأة للعديد من الميادين التى كانت قاصرة على النساء. ويشير الباحثون الى أن النساء الاسلاميات استفدن من النظام المحافظ فى ايران فى تحقيق الكثير من المكاسب للمرأة الايرانية عموما وذات الشىء قد حدث فى السودان خلال سنوات الحكومة الحالية فى ظل توجهاتها الاسلامية.
وزيادة نسبة التعليم فى أوساط النساء وزيادة اطلاعهن بالمزيد من الأعباء فى الحياة العامة يجعل المجتمع يعمل بجميع طاقاته ويعزز من ترسيخ قيم الديمقراطية بمشاركة كآفة قطاعات المجتمع فى تسيير دفة الدولة.
وتقحم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية فى شتى بقاع المعمورة النساء فى خضم تحديات الحياة العامة وهن متسلحات بسلاح العلوم والمعارف المختلفة الأمر الذى ينبغى أن ينعكس ايجابا على تنشأة الصغار وخلق مجتمعات صالحة . تلك غاية بالامكان الوصول اليها اذا تم التحكم فىعوامل أخرى كالتأثير السالب لوسائط الاتصال الحديثة ووسائل الاعلام على النشء مع اعطاء الجرعات الكافية من منظومات القيم الأخلاقية الضرورية لبقاء الأسرة المكونة من الرجل للمرأة كاساس لصنع الاستقرار والحضارة.